مدونات الطلبة

نبذة عن حياة طالب جامعي شبه كفيف

رغد أبو عودة

طالب كفيف يستخدم لغة برايل للقراءة

لي زميل اسمه علي، 26 عامًا، درس البكالوريوس والماجستير في الجامعة الهاشمية، ويكمل الدكتوراه في تخصص اللغة العربية، ويعاني من كففٍ بصري لأكثر من ٨٠٪ من الرؤية. كطالبة في تخصص التربية الخاصة في الجامعة نفسها، دائمًا ما تأملت تجربته الدراسية في مواجهة مرافق الجامعة وخدماتها المحدودة جدًا لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة. 

يخرج علي من منزله في منطقة القويسمة يوميًا باستخدام السرفيس متوجهًا إلى مجمع رغدان ليستقل باص الجامعة الهاشمية الذي يتأخر بشكل شبه يومي ما لا يقل عن ساعة، وعندما ينتزع مقعدًا أو يصعد “على الواقف” بين زحام الطلبة في باص لا يصلح للاستخدام اليومي، يستغرقه الطريق ساعة ونصف للوصول إلى بوابة عمان في الجامعة. يسير علي لمدة عشر دقائق إضافية حتى يصل مبنى الحارث. 

يصل علي أحيانًا متأخرًا على محاضرته ولا يتذمر في حال عرّضه ذلك لخصم العلامات قائلًا “ممكن لازم المرة الجاي اطلع ابكر”. وما أن يصل إلى القاعة التدريسية، يعتمد في دراسته على السمع. يشكل عدم توفر كتب بلغة “بريل” تحديًا حقيقيًا أمامه، يزداد هذا التحدي صعوبة في الامتحانات حيث يبحث علي قبل أيام من موعد الامتحانات عن طالب متطوع يحضر معه امتحانه، ليقرأ الأسئلة ويكتب اجاباته.  

تطوعت بالمشاركة مع علي في تجربة التسجيل الصوتي حيث أقوم بقراءة مجموعة من صفحات كتبه الجامعية في تسجيلات قد تمتد لساعات من أجل أن يقوم بمراجعتها ودراستها قبل الامتحانات. كانت التجربة مرهقة لي بشكل شخصي لكني أعتقد أن الاستماع لهذه التسجيلات سيكون أكثر ارهاقًا. 

رغم وجود الطلبة المتطوعين وحالة التعاون الذي يظهرونه بشكل عفوي او بشكل منظم مثلما يفعلون في مشروع مطر الطلابي الهادف لإعطاء المكفوفين الفرصة التعليمية والثقافية المتكافئة، إلا أن مسؤولية توفير البيئة التعليمية اللازمة والوصول العادل للكتب الجامعية تقع على عاتق الجامعة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي نفسها. 

يعاني علي من غياب البنية التحتية الداعمة في دورات المياه والمنحدرات وقاعات المحاضرات والمختبرات والإشارات والشواخص الإرشادية. بحسب المجلس الأعلى لذوي الاعاقة، يصل العدد الإجمالي للطلبة ذوي الإعاقة المقبولين للعام الجامعي الحالي، 201 طالب وطالبة، 58 متقدم من ذوي الإعاقة البصرية، و94 متقدم من ذوي الإعاقة الحركية، و49 متقدم من ذوي الإعاقة السمعية. 

ما زالت هذه التحديات لا تتطرق للمشاكل المجتمعية في التعامل معهم والصورة النمطية لدى بعض المحاضرين على أدائهم ولا تغطي كافة الاشكاليات في المرافق التي يجب على الجامعات تهيئتها بشكل مناسب لذوي الإعاقة بحسب قانون اعتماد الجامعات الجديد. لكن علي يعتبر نفسه محظوظًا من بين ذوي الإعاقة الذين لم يتاح لأغلبهم تعليم مدرسي جيد أو حياة جامعية ممكنة. 

زر الذهاب إلى الأعلى