مدونات الطلبة

استقالات بالجملة من اتحاد طلبة اليرموك

عدي العليمات

تقدّم يوم الأحد الموافق 24 تشرين الثاني الجاري أربعة طلبة في جامعة اليرموك باستقالاتهم من اتحاد الطلبة، احتجاجًا على تهميش الجامعة لدور الاتحاد وجعله اتحادًا صوريًا، تُجاب كل طلباته واقتراحاته بالتأخير والوعود، بالإضافة إلى ما يعانيه الاتحاد من ضعف داخلي يمنعه من التأثير على أي قرار. جاء هذا الاتحاد في جامعة اليرموك بعد انقطاع في العملية الانتخابية منذ عام 2020 جرّاء جائحة كورونا وسط ترحيب واسع من الطلبة والكتل الطلابية التي أرادت أن تنتخب ممثليها أمام الجامعة، وتحقّق تغييرًا في الساحة الحقوقية والوطنية. 

“أعلنُ أنّي سوف أقوم بتقديم استقالتي من الاتحاد ومن النادي الطبي إكرامًا لكل شخص منحني ثقته وكان ينتظر منّي الكثير فوالله كنت وسأبقى الأخ للجميع ولكن الضغوطات والتحديات والتهميش فاقت قدرتي”، يقول الطالب عدي الزبون في منشور الفيسبوك الذي شاركه على صفحته معلنًا نيته بالتقدّم بالاستقالة، وقد لقيَ احترامًا واسعًا من الطلبة. 

أوضح الزبون للمدونة الطلابية وهو أحد الطلبة المستقيلين من اتحاد الطلبة والنادي الطبي في جامعة اليرموك، أنّه كان هناك عدد كبير من القضايا التي تشغل الطلبة ولم تتعاون الجامعة مع الاتحاد في حلّها، وكان أبرزها قضايا كلية الطب، حيث غيّرت إدارة الجامعة نظام الامتحانات في الكلية من نظام “تو واي” إلى نظام “بلوكات” بهدف منع الغش. وبحسب الزبون، أجمعَ طلبة الكلية على رفض النظام الجديد لتأثيره سلبًا على مستوياتهم كما أنّه لم يحقّق أيًّا من أهدافه، ولم تستمع الإدارة إلى الحلول التي طرحها الاتحاد في هذا الشأن كتوفير أجهزة تشويش وزيادة عدد أجهزة التفتيش. وقضية “مقاعد اللابات” في الكلية التي يطالب الاتحاد بتغييرها منذ الفصل الصيفي الماضي دون أي تجاوب من الإدارة. 

وبالإضافة لقضايا كلية الطب التي دعت الطلبة للاستقالة، كان هناك عدد من القضايا الأخرى التي تشغل عموم طلبة الجامعة مثل تعقيد إجراءات التحويل من تخصص إلى آخر، ورفع رسوم ساعات بعض التخصصات، ورفع رسوم الخدمات في الجامعة للطلبة المستجدين من 48 دينارًا إلى 80 دينارًا، دون أن ينعكسَ ذلك على جودة الخدمات المقدّمة للطلبة، بالإضافة إلى أنّه يشكّل تمييزًا بين الطلبة الجدد والقدامى، بحسب الزبون.

وبخصوص استقالته من النادي الطبي، أوضح الزبون أنّ السبب هو تأخير الجامعة المتكرّر لجميع الفعاليات والنشاطات التي تقدّمت بها إدارة النادي منذ الفصل الثاني الماضي، وبرّرت الجامعة أنّ السبب هو عقد انتخابات اتحاد الطلبة، وفي الفصل الصيفي تم التأخير لعدم وجود عدد كافٍ من الطلبة، وفي الفصل الأول ردّت الجامعة بانتهاء الدورة وتجميد جميع الأندية.

بذلك، لم يحقّق اتحاد الطلبة الغاية من وجوده وهي تمثيل طلبة الجامعة والمحافظة على مكتسباتهم وتبنّي قضاياهم والعمل على حلّها مع إدارة الجامعة، بالإضافة للتعاون مع الهيئات الطلابية المنتخبة لإقامة الأنشطة اللامنهجية ومناصرة قضايا الأمّتين العربية والإسلامية، حسب ما ورد في المادة الثالثة من تعليمات اتحاد طلبة جامعة اليرموك الصادر عن الجامعة عام 2024. 

لم تكن هذه الحادثة الأولى التي ينسحب فيها الطلبة من اتحاداتها، حيث سبق واستقال الطالب عبد الرحمن الدجاني من عضوية لجنة القضايا الطلابية في مجلس الطلبة لجامعة الزرقاء الخاصة على خلفية محدودية صلاحيات المجلس في تمثيل الطلبة والدفاع عن قضاياهم، على رأسها وفاة ثلاثة طلبة في انقلابٍ لباص الجامعة وغياب النقل الأمن للطلبة، حسب ما ذكره الدجاني في مقاله على المدونة الطلابية. 

تثير هذا القرارات الإدارية المنفصلة عن واقع الطلبة ومطالباتهم من خلال الاتحاد الاستغراب حول جدوى عقد الانتخابات وتشكيل الاتحاد إذا لم يكن هناك نيّة مسبقة لدى الجامعات بالتعاون معها في مثل هذه القضايا، إذ لا تشكّل الاتحادات غاية في حدّ ذاتها، بل وسيلة تمكّن الطلبة من إيصال صوتهم والدفاع عن حقوقهم وتمثيل قضاياهم. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى